أوزين…من واجبك…استقل !!!

20 ديسمبر 2014
أوزين…من واجبك…استقل !!!

جمال يجو

لن نقول لأوزين وزير الشباب والرياضة ” من فضلك ادفع استقالتك وتحمل مسؤوليتك ” بل نقول له : من واجبك كمسؤول أول عن الرياضة و الفضائح الأخيرة أن تستقيل. إذا كنت قد جلبت عشبا يضاهي عشب ملعب بيرنابيو بمدريد كما زعمت، وافتخرت بتبذير 22 مليارا في إصلاحات فاشلة بمركب مولاي عبد الله، فمن حق دافعي الضرائب أن يقولون لك “ديكاج…وتستجيب فورا”.

لماذا لا تكون يا أوزين مثل المصدرين لوزارتك العشب الاصطناعي وتقنيات الرياضة عموما فتستورد منهم أيضا أدبيات تحمل المسؤولية و الاستقالة ، وعدم إلصاق التهم فقط في الشركة المكلفة و المقاول و بعض موظفي الوزارة ؟ وهذا ما لن يفعله وزير إسباني أو فرنسي يحترم شعبه إن كان في مكانك.

و رغم ما يقال أن الفيفا متورطة في هذه الفضيحة، لكون اللجنة التي كانت ترسلها إلى المغرب بانتظام لمدة تفوق ستة أشهر، أعطت موافقتها على استعمال الملعب في تنظيم كأس العالم للأندية 2014، فإن مسؤولية الوزارة ثابتة.

اللجنة المكلفة بالتحقيق لازالت تحقق ، فهل ستكون نتائجها “شوف ما تشوف ” مثل أغلب التحقيقات التي لا تنتهي بنتيجة ، ما يجعل الأخطاء القاتلة تتكرر.

مسؤولية أوزين تتجلى حسب عدة مصادر في إصراره على اللعب بملعب الرباط رغم نجاح التظاهرة العالمية بملعب مراكش السنة الماضية ، فهو من أصر على نقلها لمركب مولاي عبد الله رغم تاريخه الأسود.

لكن الطامة الكبرى أنه هو من اختار العشب اللامع بدل العشب الذي يمتص الماء جيدا حسب الشركة المكلفة بالمشروع.
و حسب مصادر متعددة فإن الملك محمد السادس يتابع بجدية التحقيقات التي باشرتها اللجنة التي تضم وزارات الداخلية والمالية والشباب والرياضة وينتظر ما ستسفر عنه، للكشف عن المتورطين في فضيحة ملعب مولاي عبد الله،كما كلف الجنرال بنسليمان للوقوف على سير تحقيقات الفضيحة.

كان الأجدر ببنكيران أن يجري قطيعة مع عفا الله عما سلف ، ويقيل القيل والقال ، باستقالة أوزين أولا ، حتى يرتعد كل مسؤول ، و لا يتأكد من بقائه على كرسي الوزارة الحلوب كل الوقت ، ودون تحمل لمسؤوليات تقع تحت سلطته، لكن بنكيران يعفو عند المقدرة و عند عدم المقدرة أيضا.

و حسب الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬شكايتها‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬مصطفى‭ ‬الرميد،‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والحريات فإن الفضيحة التي وقعت تعتبر ‭ ‬جريمة‭ ‬مشهودة‭ ‬كاملة‭ ‬الأركان‭ ‬والشروط،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬كذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بدون‭ ‬محاسبة،‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬تساهل‭ ‬أو‭ ‬تسامح‭ ‬معه‭ ‬سيؤكد‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬أن‭ ‬آلة‭ ‬العدالة‭ ‬لا‭ ‬تتحرك‭ ‬بالشكل‭ ‬الطبيعي،‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمسؤولين‭ ‬كبار‮. ودعت لمحاسبة أوزين لأنه الممثل القانوني للشركة التي أشرفت على الإصلاح،لذلك طالبته بفتح تحقيق عاجل.

في انتظار استكمال البحث تم ايقاف كل من كريم العكاري، سكرتير الوزارة، ومصطفى أزروال، مدير الرياضات بالوزارة، وسعيد إيزكا، مدير ستاد مولاي عبد الله،و هذا يبين وقع الفضيحة الكبير على كل المستويات في المغرب.

إنها فضيحة فجرها الإعلام بكل قوة انطلاقا من قنوات الرياضة والأخبار ومواقع الفايسبوك و التواصل الاجتماعي ونهاية بالكاريكاتير و النكت.

آخر هاته السخرية الإعلامية ما جادت به صحفية روسية متسائلة أين هو الوزير الذي تخوف من إيبولا الآن ؟ ضاحكة من الإسفنج المستعمل لارتشاف المياه الجارية في ملعب عالمي في وقت تحيط به كل أنظار العالم ، مستغربة من الاعتماد على سطل للصباغة لجمع المياه و مدراة للتبن لفتح فجوات في العشب لتمرير المياه…

في العالم المتحضر الذي يحترم شعبه الدافع للضرائب و المنتخب لحكومات شعبية ، يقدم أي مسؤول أشير إليه بأصبع الفساد استقالته طوعا ،ففي سنة 1998 قدم وزير الداخلية ووزير العدل البلجيكيين استقالتهما بعد فضيحة هروب مغتصب نساء وأطفال من السجن وقيامه بعمليتي اغتصاب، ثم سقطت الحكومة بعد شهرين بأكملها.

وفي سنة 2010 إستقال وزير الدفاع الالماني تسوكوتنبيرغ بعدما اتهم بعدم ملكيته لرسالة الدكتوراه وأنه لم يؤلفها بنفسه ، فقامت الجامعة التي منحته الدكتوراه بسحبها منه، ليقدم إستقالته مباشرة.

أما سنة 2011 فقدم رئيس الوزراء الياباني إستقالته بعد الزلزال المدمررغم عدم مسؤوليته عن القضاء والقدر.

أما سنة 2012 فاستقال وزير الطاقة البريطاني كريس هون بعد كشف الصحافة تهربه من أداء مخالفة القيادة بسرعة ، حيث سجل المخالفة بإسم زوجته حتى لا يتم سحب رخصة السياقة منه.

أما أوزين و أمثاله المغاربة فيسيسون أخطاءهم و يتهمون الإعلام و الخصوم بتكبير القضية، و أنهم قدموا الخير للأمة ، وأن كل ما يقال هو ادعاء و مزايدات سياسية و إعلامية.

ولعلك أخي القارئ تشوف ما تشوف الحقيقة والعدالة و النزاهة في المغرب حتى ممن جعل شعاره محاربة الفساد، و اتهم التماسيح و العفاريت بالفساد والإفساد ، وحينما يعثر المغاربة على عفريت صغير أو تميسيح ، يدير له المسؤولون ظهورهم فكأنه حمل وديع أو غزال ظريف لا يأكل إلا العشب الأخضر.

يخشى بنكيران إذن من أي تلميح للإقالة أو الاستقالة حتى يحافظ على تحالف هش براغماتي قبل أشهر من صناديق الاغتراق، حتى لاتغرق حكومته في ملعب غريق بعد أن نجت من فيضانات الجنوب القاتلة.

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

xxxxxxxxxx

الاخبار العاجلة